نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 415
بهذا اللقب الذي اشتهر به بين المسلمين جميعاً وعلى كرّ العصور؟ ولكن أنّى لمنطمس البصيرة أن يدرك ذلك.
وهل ثمّة أحد في عصره (غير أبي جعفر) قد عرف أصل العلم وخفيّه، واستنبط فرعه، وأظهر مخبآت كنوز المعارف، وحقائق الأحكام؟
وأمّا قول ابن تيمية: والزهري من أقران (الباقر)، وهو عند الناس أعلم منه، فهو ينسجم، تماماً، مع هواه في بني أُميّة، ومشاعر التبجيل التي يحملها تجاه سلاطينهم، والسائرين في ركابهم.
فمن الطبيعي، إذاً، أن يقع اختياره على الزهري، المقرّب من الحكم الأموي، والعامل في خدمته، حيث إنّه (لم يزل مع عبد الملك ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه)[1]، و(كان في زيّ الأجناد، وله صورة كبيرة في دولة بني أُميّة).[2]
ومن الطبيعي، أيضاً، أن يأخذ، في نظرته للزهري، برأي الناس المفتونين بشهرة علماء البلاط، ولا يميّزون بين العلم الذي يتدفّق من عين صافية، وبين العلم الذي يجري من عين خالطها الكدر، وأن يدعَ (ابن تيمية) أقوال الذين عابوا على الزهري مؤازرته لحكّام الجور، ومجاراته لهم في كثير من الأُمور.
فعن مكحول أنّه ذكر الزهري، فقال: أيّ رجل هو لولا أنّه أفسد نفسه بصحبة الملوك.[3]
وعن عمر بن رويح، قال: كنت مع ابن شهاب الزهري نمشي، فرآني