responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 402

وقد بلغ الإمام(عليه السلام) من العظمة والمهابة مقاماً شامخاً أشار إلى جانب من جوانبه شاعر عصره الفرزدق، في ميميته المعروفة، وها نحن نذكر أبياتاً منها ليتّضح مقامه في أعين الناس يومذاك:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحِلُّ والحرمُ

هذا ابن خير عباد الله كلّهم *** هذا التقي النقيّ الطاهر العلم

إذا رأته قريشٌ قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

يُنمى إلى ذروة العزّ التي قصرت *** عن نيلها عَربُ الإسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته *** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلمُ

يغضي حياء ويُغضى من مهابته *** فما يكلّم إلاّ حين يبتسم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله *** بجدِّه أنبياء الله قد خُتموا

من معشر حبُّهم دينٌ وبغضُهُمُ *** كفر وقربُهمُ منجىً ومعتصم

إنْ عُدّ أهل التُقى كانوا أئمتهم *** أو قيل من خير أهل الأرض قيل همُ

والقول الفصل بين الإمام السجاد(عليه السلام) وعلماء عصره الذين جعلهم ابن تيمية مع الإمام في كفّة واحدة هو أنّهم أخذوا العلم من خلف إلى سلف، وأمّا الإمام فلم يتأدّب عند أحد ولم يتعلّم منه، وعلومه وعلوم آبائه وأبنائه كلّها بفضل من الله سبحانه، فكانوا كصاحب موسى حيث وصفه سبحانه بقوله: ((وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا))[1] فلذلك صار الإمام مع أجداده وأولاده من العترة


[1] الكهف:65،
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 402
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست