responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 366

المفسدون، فلا ينهض من يدفع الظلم والفساد، أو يكون فيها من يستنكرهما، ولكنّه لا يبلغ أن يؤثر في الواقع الفاسد، فإنّ سنّة الله تحقّ عليها، إمّا بهلاك الاستئصال، وإمّا بهلاك الانحلال... والاختلال!

فدعاة الصلاح، المناهضون للطغيان والظلم والفساد، هم صمّام الأمان للأُمم والشعوب... وهذا يبرز قيمة كفاح المكافحين للخير والصلاح، الواقفين للظلم والفساد... إنّهم لا يؤدّون واجبهم لربهم ولدينهم فحسب، إنّما هم يحولون بهذا دون أُممهم وغضب الله، واستحقاق النّكال والضياع).[1]

إنّ السكوت ـ خصوصاً سكوت النخبة من العلماء والحكماء ـ أمام ظلم الظالم وانحرافه عن الحق إلى الباطل واستئثاره بالأموال والخيرات، نوع ركون إلى الظالم خصوصاً أئمة الجمعة والجماعة المرتزقين برواتب الدول الظالمة حيث يدْعون للظالم وأعوانه بطول العمر ودوام السلامة، ويديرون الشؤون الدينية حسب الخطط التي يرسمها ويصوّرها الظالمون وأعوانهم.

إنّ السكوت أمام تحريمهم الحلال وتحليلهم الحرام ينتهي إلى تحريف الدين وضلال العامّة الذين لا يعرفون الحلال والحرام إلاّ عمّا يحدث في المجتمع مع سكوت العلماء.

وأمّا الثاني: ـ أعني: عرض هذه النظرية على السنّة الشريفة ـ فيأتي في مقدّمة ذلك ما رواه الإمام سيد الشهداء الحسين بن علي(عليهما السلام) عن جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حيث خطب أصحابه وأصحاب الحر ـ قائد جيش عبيد الله بن زياد ـ بقوله ـ بعد ما حمد الله وأثنى عليه ـ : «أيّها الناس إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من


[1] في ظلال القرآن:12/79.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست