responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 289

الجاحظ، من جهات، وها نحن نقتبس شيئاً ممّا قاله الإسكافي، لأنّه يصلح أيضاً للردّ على ابن تيمية.

قال: قد بيّنا أنّه]عليه السلام[ قد أسلم بالغاً، ابن خمس عشرة سنة، أو ابن أربع عشرة سنة، على أنّا لو نزلنا على حكم الخصوم، وقلنا ما هو الأشهر والأكثر من الرواية، وهو أنّه أسلم وهو ابن أحد عشر، لم يلزم ما قاله الجاحظ، لأنّ ابن عشر قد يستجمع عقله، ويعلم من مبادئ المعارف ما يستخرج به كثيراً من الأُمور المعقولة.

ولولا أنّ إسلامه كان إسلام المميّز العارف، لَما مدحه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بذلك، حيث قال لابنته فاطمة:«زوّجتك أقدمهم سِلماً»، ولاقرن إلى قوله:«وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً»، والحلم: العقل، وهذان الأمران غاية الفضل، فلولا أنّه أسلم إسلام عارف مميّز، لَما ضمّ إسلامه إلى العلم والحِلم اللّذين وصفه بهما، وكيف يجوز أن يمدحه بأمر لم يكن مُثاباً عليه، ولا معاقباً به لو تركه؟[1]

ولولا أنّ إسلامه كان كذلك، لما افتخر هو(عليه السلام) بالسبق إلى الإسلام
على رؤوس الأشهاد، ولا خطب به على المنبر، وخصوصاً في عصر
قد حارب فيه أهلَ البصرة والشام والنهروان، وقد اعتورته الأعداء
وهجته الشعراء، فلو وجد هؤلاء سبيلاً إلى دحض ما كان يفخر به من


[1] روى الحاكم بإسناده عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن الأغرّ، عن سلمان(رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): أوّلكم وروداً عليّ الحوض، أوّلكم إسلاماً علي بن أبي طالب.
وروى أيضاً بإسناد صحيح (وافقه عليه الذهبي) عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) قال: إنّ أوّل من أسلم مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب(رضي الله عنه). المستدرك على الصحيحين:3/136.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست