responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 288

يُلقمنيه... إلى أن قال(عليه السلام): ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل إثر أُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه عَلَماً ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوة، ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)فقلت: يا رسول الله ما هذه الرنّة؟ فقال: «هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّك تسمع ما أسمع، وترى ما أرى، إلاّ أنّك لست بنبي، ولكنّك لوزير وإنّك لعلى خير».[1]

أيّها القارئ المنصف: قل لي بربك هل يمكن أن يحكم بالكفر على من يرفع له رسول الله كلّ يوم من أخلاقه عَلَماً ويأمره بالاقتداء به، وكان معه في غار حراء، ويرى نور الوحي والرسالة ويشمّ ريح النبوّة؟

وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ ابن تيمية لمّا كان مولَعاً، لسوء حظّه، باقتناص كلّ فكرة سوداء خطرت على أذهان من سبقه من النواصب، الذين كتب عليهم شقاؤهم أن ينالوا من عليّ(عليه السلام)، فإنّه اقتنص هذه الفكرة من الجاحظ، ثم شانَها أكثر، بما نضح عليها من بغضه وحنقه.

وتتلخّص فكرة الجاحظ في: تفضيل إسلام أبي بكر على إسلام عليّ، بعد افتراض أنّ إسلامهما كان معاً، والسبب الأساس في هذا التفضيل، كما يدّعي هو: أنّ عليّاً أسلم وهو حَدَث غرير، وطفل صغير، فلا يُلحق إسلامه بإسلام البالغين.

وقد ردّ الشيخ أبو جعفر الإسكافي المعتزلي (المتوفّى 240 هـ) على


[1] نهج البلاغة:2/159، الخطبة القاصعة، برقم 192.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست