responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 217

والد عليّ، الّذي وقعت له معه القصة حتى قُتل بأيدي ظلمة الولاة، لكن يُحتمل أن يكون عذره أنّ الحسين لمّا خرج إلى العراق ما كان المسور وغيره من أهل الحجاز يظنون أنّ أمره يؤول إلى ما آل إليه، والله أعلم.[1]

وهذا الاعتذار لمسور في عدم نصرة الحسين(عليه السلام) لا يصحّ بتاتاً، فلقد تقدّم آنفاً أنّ هواه كان مع أعداء عليّ وأهل بيته، فكيف يُنتظر منه أن يبذل نفسه دون ابن فاطمة، حتى وإن علم أنّ أمره يؤول إلى ما آل إليه؟!

الرابع: كيف ينقل عليّ بن الحسين(عليهما السلام) للزهريّ تلك القصة الّتي تنتقص من شخصية جدّه أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)، وتحطّ من شأنه، لا سيّما بعد ذلك الوقت الّذي عاش فيه المأساة الدامية لمصرع أبيه الحسين(عليه السلام)وأهل بيته وأصحابه، وسمع ما يبثّه الإعلام الأموي ومناصروه من أخبار كاذبة، وقصص مفتعلة، تستهدف النيل من العترة الطاهرة، وطمس مآثرهم الجليلة؟

إنّ هذا الأمر لا يفعله إنسان عاديّ، فكيف يفعله مَن كان قمّةً في سجاياه، علماً وعقلاً وحكمة وجلالة قدر، حتى لو افترضنا أنّه حقاً سمع القصة من المسور؟

الخامس: إنّ الأُمّة مُجمعة على أنّ عليّاً لو نكح ابنة أبي جهل، مضافاً إلى نكاح فاطمة(عليها السلام) لجاز، لأنّه داخل تحت عموم الآية المبيحة للنساء الأربع، فابنة أبي جهل المشار إليها كانت مسلمة، لأنّ هذه القصة كانت بعد فتح مكة وإسلام أهلها طوعاً وكرهاً، ورواة الخبر موافقون على ذلك. هذا ما قاله ابن أبي الحديد.[2]


[1] فتح الباري:9/327.
[2]شرح نهج البلاغة:4/65.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست