responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 193

وقال ابن جُزَيّ الغرناطي المالكي(المتوفّى741هـ): من المواضع التي ينبغي قصدها تبرّكاً، قبر إسماعيل(عليه السلام)وأُمّه هاجر وهما في الحجر، وقبر آدم(عليه السلام)في جبل أبي قبيس، والغار المذكور في القرآن وهو جبل أبي ثور، والغار الذي في جبل حراء حيث ابتدأ نزول الوحي على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، وزيارة قبور من بمكّة والمدينة من الصحابة والتابعين والأئمة.[1]

ثمّ إنّ ابن تيمية يستدلّ على عدم جواز التبرّك بزيارة غار حراء والصلاة فيه قائلاً: بأنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قد أقام في مكة بعد النبوة بضع عشر سنة لم يزره ولم يصعد إليه، وكذلك المؤمنون معه بمكة، وبعد الهجرة أتى مكة مراراً في عمرة الحديبية وعام الفتح وأقام بها قريباً من عشرين يوماً وفي عمرة الجعرانة لم يأت غار حراء ولا زاره.[2]

أقول: قد تقدّم منا أنّ من خصائص ابن تيمية القضاء الباتّ في موضوعات ليس له فيها أي دليل ضعيف فضلاً عن القوي، فَمِنْ أين علم أنّ النبي لم يزره وكذلك المؤمنون؟ على أنّ عدم زيارة ذلك المحلّ لأجل أُمور هامّة كانت تقع على عاتقه، لا يدلّ على حرمته، وقد قلنا في محلّه: إنّ ترك النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو الصحابة شيئاً لا يدلّ على التحريم، وهذا هو أحد المواضيع التي يتمسّك بها أبناء ابن تيمية(وهو المسمّى بالترك) وهو من الصحّة بمعزل.

إلى هنا تمّ ما ذكره ابن تيمية في حقّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يكشف عن عدم


[1] القوانين الفقهية:1/96.
[2] مجموع الفتاوى:27/151.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست