responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 135

الثاني: عمل السلف في ذلك.

أمّا الأوّل: فيُردّ بوجوه:

1. أنّ التركيز على عدم استحباب الدعاء عند قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يراد به ترك الدعاء هناك مطلقاً، سواء أكان للمكان مزية أو لا، مع أنّه سبحانه يأمر بالدعاء في كلّ مكان، قال سبحانه: ((ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُمْ))[1]، فهل يمكن أن يقال: إنّه يجوز الدعاء في كلّ مكان إلاّ في قبر النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

2. قال سبحانه: ((واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبْراهيمَ مُصَلّى))،[2] فقد أمر سبحانه أن يصلّوا عند مقام إبراهيم(عليه السلام) (قاله قتادة والسُّدّي، وهو المروي في أخبار الإمامية)، أو أن يدعوا عنده (قاله مجاهد).[3] وما هذا إلاّ لأجل التبرّك بالمقام، الذي بورك بموطئ قدم إبراهيم(عليه السلام). فإذا جاز التبرّك بالقيام (أو الدعاء) في مقام إبراهيم(عليه السلام)، فكيف لا يجوز التبرك بالقيام والدعاء في مكان دفن فيه النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ أفلا يكون الدعاء عنده أرجى للإجابة؟

3. أنّ صبر هاجر وابنها إسماعيل(عليه السلام) على الأذى والبُعد والوحدة والغربة، قد صار سبباً لجعل آثارهما ومواطئ أقدامهما مناسك لعبادة المؤمنين إلى يوم القيامة، فهل يُستكثر على أفضل الأنبياء الذي قال: «ما أُوذي نبي بمثل ما أُوذيت»، وصبر أجمل الصبر، هل يُستكثر عليه أن تكون آثاره محلاًّ للتبرّك بالصلاة والدعاء عندها؟!

4. كيف لا يستجاب الدعاء عند مرقد خاتم الأنبياء؟ وقد نقل الدارمي في سننه في باب «ما أكرم الله تعالى نبيه(صلى الله عليه وآله وسلم)بعد موته»، قال: حدّثنا أبو


[1] غافر:60.2 . البقرة:125.
[3]التبيان في تفسير القرآن:1/453.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست