responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 74

فيهم شيئاً من الربوبية ولا استطاعة لكشف الضر وتحويله، بل هم عباد صالحون تستجاب دعوتهم، فلو كانت الآية عامة لصورة التوسّل بدعائهم يلزم التهافت بينها وبين قوله سبحانه: (« وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً »)[ 1 ].

فالاِنسان المصر على عقيدته الذي لا يريد أن يعدل عنها أمام الآيات البيّنات ليس له إلاّ إخراج الآية عن مفادها وتفسيرها لاَجل رأي مسبق، فشتّان بين مفاد الآية، أي عبادة الوسائط بزعم أنّهم آلهة يستطيعون كشف الضر وتحويله وقضاء الحاجة، وبين توسيط الشخصيات الصالحة بما هم عباد الله، وبما لهم من منزلة وكرامة عند الله حتى يدعوا للمتوسّل أو يستجيب الله تعالى دعاءه لاَجل قربهم وكرامتهم عنده، فالآية ناظرة إلى المعنى الاَوّل دون الثاني.

الآية الثانية

قال سبحانه: (« إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ »)[ 2 ].

ربما يقال: إنّ التوسّل نوع من الاستعانة بغير الله سبحانه، وهو ينافي الحصر الموجود في قوله: (« إيّاك نستعين »).

والجواب: أنّ الاستعانة بالناس والاستغاثة بهم لا يتنافى مع حصر الاستعانة بالله في قوله: («إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ») لاَنّ الاستعانة بهم (باعتقاد أنّه سبحانه هو الذي جهزهم بالقوة، فلو قاموا بعمل فإنّما يقومون به بحوله وقوّته سبحانه) يؤكد حصر الاستعانة فيه عزّ وجلّ.

وإنّما ينافي الحصر لو اعتقدنا بأنّ للاَسباب والوسائط أصالة واستقلالاً في


[1] النساء: 64.
[2] الفاتحة: 5.

نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست