نام کتاب : التوسّل مفهومه وأقسامه وحكمه في الشريعة الإسلامية الغرّاء نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 73
يستطيعون ذلك، أي كشف ضُرٍّ مسّهم أو تحويله عنهم إلى غيرهم، فعند ذلك
تبطل ربوبيتهم فلا يستحقّون العبادة، وإلى ذلك المعنى يشير سبحانه بقوله: (« قُلْ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً »).
هذا هو الدليل الاَوّل الذي أبطل به سبحانه إلوهيتهم وربوبيتهم واستحقاقهم
للعبادة.
ثم إنّه سبحانه عاد إلى الاحتجاج عليهم بدليل آخر وحاصله: أنّ الذين
تعبدونهم وتزعمون أنّهم يستطيعون كشف الضرّ وتحويله ـ نفس هؤلاء ـ يدعون
الله تعالى ويطلبون القربة إليه بفعل الخيرات حتى أنّ الاَقرب منهم يبتغي الوسيلة
إلى الله فكيف بغير الاَقرب، والجميع يرجون رحمة الله ويخافون عذابه، إنّ عذاب
ربّك كان محذوراً، فإذا كان الحال كذلك فاللازم عليكم ترك عبادة هؤلاء
ورفضهم والاِقبال على عبادة الله تبارك وتعالى وإلى ذلك يشير قوله سبحانه في
الآية الثانية: