responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 174

تكون هي مناط التفاضل، بل يجعل التقوى هي المناط في التفاضل بين البشر.

القيم الاجتماعيّة بين القبول والرفض

هناك العديد من الأفعال التي يمارسها البشر، سواء كانت الصالحة منها أو الطالحة، تتفشّى من خلالها القيم الاجتماعيّة الصحيحة أو القيم الخاطئة، ولتوضيح المطلب جيّداً نذكر بعض الأفعال الطالحة وما يقابلها من صالح الأعمال: فالتنافر ويقابله التعارف، والتحسين ويقابله التقبيح، والاستنقاص ويقابله الامتداح، والسخرية والاستهزاء والتهكّم ويقابلها الاحترام والتوقير والتبجيل، واللمز والغمز والطعن ويقابله الفخر والتعريف والتجميل، النبز ويقابله الاستصلاح، التذمّر والتنفّر ويقابله الانجذاب والميل، التوهين والإهانة ويقابله المعاضدة والمساندة.

فإنّ هذه الأفعال، سواء كانت الصالحة منها أو الطالحة، عندما يمارسها المجتمع فهي تشير إلى تقبّل المجتمع لها، وبالتالي تؤدّي إلى تفشّي القيم الصحيحة أو الخاطئة فيه، ولكن عندما يقبّح المجتمع فعلًا معيّناً فإنّه دليل على أنّ هذا الفعل قد سلب منه، إذن القيم قد توجد في هذا المجتمع وقد تلغى منه، سواءً كانت هذه القيم قيماً سامية تمثّل الفضيلة، أم قيماً هابطةً تمثّل الرذيلة.

فالآية المذكورة في سورة الحجرات التي تتكلّم عن السخرية والاستهزاء، إنّما أرادت أن تبيّن أنّ المظاهر الخارجيّة ليست عنواناً لتقييم الإنسان، بل إنّ الجواهر والذاتيّات للنّاس هي عنوان المفاضلة، وكذلك أرادت أن تبيّن أنّ هناك قيماً عالية لا بدّ من نشرها في المجتمعات؛ لأنّه كلّما كانت هذه القيمة قيمةً حسنةً فإنّها تكون عاملًا أساسيّاً في تكامل المجتمع، وبالتالي على المجتمع أن يقوم بتثبيتها من خلال احترامها وتبجيلها ومساندتها؛ لأنّ ذلك بحدّ ذاته أمر حسن وممدوح ويرضي اللَّه تعالى، أمّا إذا كانت القيم التي احترمها ذلك المجتمع قيمة هابطة ورذيلة، فإنّ هذا الأمر يبعث على غضب اللَّه وفساد الفرد والمجتمع، وستتبدل هوية المجتمع من مجتمع صالح إلى

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست