وتبيّن الآية أنّ المغفرة والنجاة مشروطة بالهداية زيادة على أصل
الإيمان والعمل الصالح، وهي تتطابق مع مفاد الذي مرّت الإشارة إليه من هذه السورة.
(الصِّرَاطَ)
الملاحظ في الروايات الواردة عنهم عليهم السلام أنّ جُلّها يفسّر
(الصِّراطَ) بالنبيّ وأهل بيته الأئمّة عليهم السلام، ويفسّر
(الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) بمن أقرّ بولايتهم وطاعتهم،
فمضافاً إلى ما مرّ في الروايات فقد روي في «تفسير العسكري عليه السلام».
ورواه في «معاني الأخبار» أيضاً عنه الشيخ الصدوق رحمه الله، قال
الإمام عليه السلام:
«صراط الذين أنعمت عليهم»
أيقولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك، وهم الذين قال
اللَّه تعالى: (وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ
الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ
الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً)[2]).
وحكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: ثمّ قال:
«ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحّة البدن، وإن كان كلّ هذا نعمة من اللَّه
ظاهرة. ألا ترون أنّ هؤلاء قد يكونون كفّاراً أو فسّاقاً، فما ندبتم إلى أن تدعوا
بأن ترشدوا إلى صراطهم، وإنّما امرتم بالدعاء بأن تُرشدوا إلى صراط الذين أنعم
اللَّه عليهم بالإيمان باللَّه والتصديق برسوله وبالولاية لمحمّد وآله الطيّيبن»
[3].