نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 97
معنى الإمامة في اللغة الهداية، فإنّ المأموم يتبع الإمام ويقتدي به،
فتبيّن السورة حقيقة هامّة وهي أنّ هناك درجتان في التديّن بالدين الحنيف:
الاولى: ما يتمّ به انتحال النسبة
بالإسلام من الإقرار بالتوحيد والنبوّة والمعاد.
والثانية: هي درجة الإيمان الحاصلة من
الاهتداء والاقتداء والتولّي بالهداة الذين أنعم اللَّه عليهم، وهذا تعليم لكلّ
مسلم إذا قرأ هذه السورة المباركة في صلوات يومه عشر مرّات أو أكثر، أن يفحص عن
طريق الهداية والنجاة، ولا يكتفي بظاهر الإقرار باللسان، لتصدق عليه نِحلة
الإسلام، بل لا بدّ أن يسعى لينتهج نهج الإيمان.
وهذا تأكيد في أعظم سورة في الكتاب العزيز على خطورة الاهتداء
باتّباع الهداة (أيتولّي أئمّة دعاة إلى الرضوان)، ومن ثمّ يتبيّن مدى خطورة
الإمامة في اصول الاعتقاد الإيمانيّة.
الهداية عنوان للإمامة
ثمّ إنّ عنوان الهداية قد قرن في آيات وسور عديدة بالإشارة للإمامة،
كقوله تعالى: (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ)[1].
فتشير الآية إلى أنّ الهادي الذي يستحقّ الاتّباع هو الذي تكون
هدايته من ذاته من لدن اللَّه تعالى، والاتّباع هو عبارة اخرى عن الائتمام، ومن
ثمّ مرّ أنّ الهداية من المعاني الذاتيّة لمعنى الإمامة.