نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 75
ويستفاد من هذه قاعدة وسنّة كونيّة وهي أنّ العوالم كلّما قربت من
الحضرة الإلهيّة كلّما كان التسليم للإرادة والمشيئة الإلهيّة أشدّ، فكلّما كان
القرب أقرب كلّما كانت الطاعة أشدّ، وكلّما كانت أقلّ كان المقام أبعد، ومن ثمّ
كان عالم الدنيا والأرض من أبعد العوالم عن الحضرة الإلهيّة وأهبطها وأدناها،
فتوصيف عوالم القرب والزلفى الإلهيّة بأنّها عوالم الملك الإلهيّ، بهذا اللحاظ،
أيأنّه يكون ظهور الملك الإلهيّ وتوحّد الإرادة الإلهيّة أجلى، ويشير إلى ذلك
قوله تعالى:
(أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما
فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ* جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)[1].
هذا، وقد روي في «نور الثقلين» عن أهل البيت عليهم السلام كلّ من
قراءة (مالك) وقراءة (ملك) [2])، وإن
كانت الاولى أكثر رواية، وأمّا القراءات العشر فالأشهر عندهم قراءة
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، وقرؤوها أيضاً ب (ملك) يوم
الدين، وهناك قراءات شاذّة اخرى نظير قراءة (ملك) بصيغة الفعل الماضي، و (مليك)
بصيغة فعيل، وغيرها من القراءات الشاذّة.
(يَوْمِ الدِّينِ)
روي في «الفقيه» رواية الفضل للعل عن الرضا عليه السلام أنّه قال:
« (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) إقرار له بالبعث والحساب والمجازاة، وإيجاب ملك
الآخرة له، كإيجاب ملك الدنيا» [3].