نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 268
ويشير إلى ذلك قوله تعالى في سورة النحل المتقدّمة الآية (89)، حيث
يكون الرسول صلى الله عليه و آله شاهداً على كلّ شاهد من كلّ امّة من الامم،
أيجميع الامم من الأوّلين والآخرين.
وكذا ما في سورة النساء (41)، ومقتضى كونه صلى الله عليه و آله
شاهداً على الشهداء أنّه تحمّل تلك الشهادة في مشهد الأعمال، كما أنّ إطلاق الناس
في قوله: (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)، والآية
(78) من سورة الحجّ (وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)،
كما أنّ ذلك مقتضى مسّهم الكتاب كلّه الذي يستطر فيه كلّ شيء، فتحصّل من مجموع
هذه الآيات أنّ الإمام هو الذي يحصي اللَّه تعالى فيه العلم والمعرفة بأعمال جميع
العباد، ومن ثمّ يكون صاحب الأعراف يعرف كلّ فريق بسيماهم وهو مقام الشهادة على
أعمال العباد.
4- النبيّ صلى الله عليه و آله إمام الأئمّة
ويدلّ على ذلك الآيات المتقدّمة الدالّة على أنّ النبيّ صلى الله
عليه و آله شاهد على الأشهاد وعلى جميع الشهداء على أعمال العباد، ومقام الشهادة
قد مرّ أنّه مقام الإمامة.
(إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شاهِداً عَلَيْكُمْ
كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا)[2])،
إنّ مقام إمامة النبيّ صلى الله عليه و آله مقدّم على رسالته ونبوّته، كما أنّ
مقام إمامته مقدّم على مقام إمامة أهل بيبته، فضلًا عن جميع الأنبياء والرسل، ومن
ثمّ كان صلى الله عليه و آله شاهداً