responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 241

باطن للجسم الغليظ والكثيف، فيكون بمثابة الروح له، فكلّ تلطّف تروّح، كما أنّ كلّ تكثّف وتغلّظ هو تجسّد.

وأمّا اشتمال البدن الاخروي على آثار جميع أعمال الإنسان، فلأجل قابليّة ذلك الجسد على اختزان جميع الآثار، فيكون بمثابة الصفحة التي ينتقش ويرقم فيها جميع الأعمال.

الثالث: الميزان في الإنفاق‌

قد يتساءل عن وجه الحكمة في نزول سورة بأكملها في أصحاب الكساء عليهم السلام مع أنّه إيثار في واقعة ما، وربّما اعترض بعض مفسّري العامّة على الآيات أو على مفاد الروايات الواردة في أسباب النزول كالذي قاله القرطبي:

«قال الترمذي في «نوادر الاصول»: فهذا حديث مزوغ مزيّف قد تطرّف فيه صاحبه حتّى تشبهه على المستمعين، فالجاهل بهذا الحديث يعضّ شفتيه تلهّفاً أن لا يكون بهذه الصفة، ولا يعلم أنّ صاحب هذا الفعل مذموم، وقد قال اللَّه تعالى في تنزيله: (وَ يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [1]، وهو الفضل الذي يفضل عن نفسك وعيالك.

وجرت الأخبار عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله متواترة: «بأنّ خير الصدقة ما كان عن ظهر غنىً»، و: «ابدأ بنفسك ثمّ بمن تعول»، وافترض اللَّه على الأزواج نفقة أهاليهم وأولادهم، وقال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «كفى بالمرء إثماً أن يُضيّع من يقوت»، فكيف أجهد صبياناً صغاراً من أبناء خمس أو ستّ على جوع ثلاثة أيّام ولياليهنّ حتّى تضوّر من الجوع وغارت العيون منهم لخلوّ أجوافهم حتّى أبكى رسول‌


[1] البقرة 2: 219.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست