نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 22
المنافقين، فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض:
إنّه ليردّد اسم ربّه ترداداً، إنّه ليحبّ ربّه، فأنزل اللَّه:
(وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ
نُفُوراً)» [1].
فيظهر منها أنّ المنافقين كان لديهم نفس النفور الذي كان لدى قريش،
وذكر الفخر الرازي في تفسيره أنّ عليّاً عليه السلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية،
فلمّا وصلت الدولة إلى بني اميّة بالغوا في المنع من الجهر سعياً في إبطال آثار
عليّ عليه السلام، فلعلّ أنساً خاف منهم، أيحينما سئل عن الجهر ب (بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، حيث اضطربت الرواية في أقواله فيه.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم، عن ابن أبي اذينة، قال: «قال أبو
عبداللَّه عليه السلام:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
أحقّ ما جُهر به، وهي الولاية التي قال اللَّه عزّ وجلّ:
وهذه الرواية تشير إجمالًا إلى منشأ تحسّس المشركين وقريش من
البسملة، وإلى منشأ بقاء تحسّسهم تجاهها بعد إسلامهم أيضاً، وسيأتي في معنى
البسملة ما يمكن أن يكون تفسيراً لذلك.
المقام الثاني: أسباب نزول الفاتحة
قد تعرّضت جملة من الآيات لسورة الحمد، منها ما مرّ من قوله تعالى في
سورة الإسراء: (وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ
وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً)[3].