responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 197

ليس إلّااحتكاماً إلى التقليد في قبال الأدلّة البالغة والحجج الظاهرة، والمفروض الاحتكام إلى الدليل لا الاحتجاج بالتبعيّة، فأين الموضوعيّة العلميّة والمنهج التجريدي عن التقليد؟!

أوليس الآية الكريمة تبطل التقليد أن‌ (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) من مستوى وقدرة من المعرفة ووظيفة هم مؤاخذون بها بحسب ما لهم من فهم وعلم وقدرة.

المعرفة الدينيّة لا تقف عند حدّ

ثالثاً: إنّ واقعيّة الدين وسعته الحقيقيّة غير متناهية كما يشير إلى ذلك قول رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «ربّ حامل فقه وليس بفقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه» [1].

فإلى ماذا يشير رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟ أوليس يشير إلى أنّ مواد الوحي ليس الكلّ ينتهل منها بدرجة واحدة، بل هذان الحديثان يشيران إلى سنّة تكامل المعرفة بحسب الأجيال، ومن ثمّ ورد في الحديث النبويّ الشريف ما مضمونه: «أنّ جيل آخر الزمان من هذه الامّة هم من أعقل الأجيال»، كالذي ورد أنّهم يؤمنون بحبر على ورق، أي‌أنّ إيمانهم بالبراهين لا بالحسّ، أو أنّ فيهم المتعمّقون.

بل إنّ في الآيات الكريمة إشارة إلى هذه السُّنّة، كما في قوله: (وَ فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [2])، ممّا يدلّل على وجود أعماق في المعاني، وليست الحقائق‌


[1] رواه ابن حنبل في مسنده: 5: 183، والطبراني في المعجم الأوسط: 5: 233، ورواه في المعجم الصغير: 300. والترمذي في سننه- باب ما جاء من تبليغ السماع: الحديث 2656- 2658. سنن الدارمي- باب الاقتداء بالعلماء، وفي سنن ابن ماجة- باب من بلغ علماً، وصحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان- كتاب العلم، الباب 118.

[2] يوسف 12: 76.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست