ولا يخفى لطف مفاد هذه الرواية، فإنّها تشير إلى أنّ هذه الآية من
سورة الإسراء ناصّة على كون البسملة جزءً من القرآن، وغيرها من الروايات
[3].
وقد يعترض بأنّ الترقيم في بقيّة السور في تدوين المصحف ليس على جعل
البسملة آية مستقلّة.
والجواب: أوّلًا: إنّها مدوّنة في أوائل السور، كما
أنّها مفصولة في ترتيب الجملة عن الآية التي تليها. غاية الأمر أنّ الترقيم لا
يبعد أنّه حادث لا بمعنى أصل التعداد وإنّما بمعنى الفرز والترقيم.
ثانياً: إنّ غاية عدم الترقيم هو عدم
استقلاليّتها لا عدم جزئيّتها للقرآن وللسور.
ويكفي في إثبات استقلاليّتها الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم
السلام، فإنّ فرز الآيات من قبيل البحث في القراءات والوصل والفصل في تراكيب
الآيات.
الدليل الخامس:
إنّه قد تسولم على أنّ تركيب (بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) هو من الوحي النازل من القرآن
الكريم، فهو ليس ترتيب وإنشاء بشري، بل تركيب وَحْياني، والأكثر عندهم أنّها من
سورة الفاتحة، فإذا كرّرت في بقيّة السور، فلا محالة يكون