نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 179
الكراهة والذمّ ونفرة الطبع عن غير الملائم والمباينة مع القبيح،
فالعقل هو بنفسه يقوم بنشاطين وبفعلين: بالتقرّب والتقريب لِما هو كمال وحَسَن
وبالإبعاد والإقصاء لِما هو نقص وقبيح وسيء، وهذا هو المعنى العقلي للتولّي
والتبرّي.
وهذه الدعوى الفطريّة من العقل فلسفتها جذب الإنسان من الكمال
وإبعاده عن التردّي في الحضيض.
القاعدة الخامسة:
وهناك قاعدة اخرى شرعيّة قرآنيّة ونبويّة، وهي الصلوات في مقابل
اللعن، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَ
مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً)[1].
فكما أمر تعالى بالصلاة على النبيّ صلى الله عليه و آله أمر بلعن
الذين يؤذون اللَّه ورسوله، فهذه ليست ثقافة أحقاد وكراهية يربّي فيها القرآن
المسلمين عليها، بل هي مدرسة تربويّة وتعليميّة.
القاعدة السادسة:
وهناك قاعدة شرعيّة اخرى تصبّ في نفس المصبّ، وهي ما جاء في الحديث
النبوي: «لا يكمل إيمان عبد حتّى يحبّ في اللَّه، ويبغض في اللَّه»
وعلى هذه القاعدة يربّي القرآن أجيال المسلمين يحبّب إليهم الفئات والجماعات
الصالحة بذكره لهم بجميل النعوت وبديع الصفات ومحاسن الأفعال، كما أنّه يكره لهم
الجماعات الطالحة الغاوية، بذكره لتلك الجماعات