responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 164

إلى نمرود وفرعون، فيستعرض سلسلة الصالحين، ويربّي على محبّتهم والتضامن معهم، والتحلّي بحليتهم، كما يستعرض الطواغيت والمتجبّرين ويندّد بهم، ويحذّر عن الاتّصاف بأوصافهم.

كما يوصي القرآن بالعبرة وبقراءة تاريخ الامم السابقة، كقوله تعالى: (أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [1].

وقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) [2])، وغيرها من الآيات الواردة في الحثّ على الاعتبار بتفتيش ما في أحوال الامم.

القاعدة الثالثة:

وفي الحقيقة فإنّ التولّي والتبرّي توسّعه تعاليم القرآن الكريم إلى جميع الامم السابقة، ولا يختصّ بالامّة المعاصرة للإنسان، فتعاليم القرآن الكريم تؤكّد على المسؤوليّة الاجتماعيّة والعقيديّة الفكريّة، وعلى اتّخاذ الموقف من الفعل الاجتماعي إلى حدٍّ يجد القارئ للقرآن الكريم أنّ ترابط ونسيج الفعل الاجتماعي يتداعى تأثيره، ويتجاوز زمن وقوعه، ويمتدّ إلى أجيال وأزمنة لاحقة كحلقات مترابطة، وهذه من المعادلات العلميّة في علم الاجتماع التي كشف عنها القرآن الكريم، فكيف يمكن أن يؤسّس مذهب الفرديّة والتمحور الذاتي من ظاهر هذه الآية الكريمة، مع أنّ تقرير ماهيّة الفعل الاجتماعي حقيقة مفروغ عنها في تعاليم السور والآيات، وأنّ الأفعال في الأزمة السابقة مؤثّرة في البيئة الحاضرة والمستقبليّة كأمواج تتداعى منها مثيلاتها.

هذه الآية (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) تكرّر ورودها أيضاً في نفس السورة في رقم 141، وسياق الآية


[1] الروم 30: 9.

[2] الأنعام 6: 11.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست