responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152

المعلَم الخامس: في نهج المعرفة القرآنيّ شرطيّة العبادة في قوّة الإدراك والبصيرة

حيث أنّ هاتين الجملتين في الآية من إقامة الصلاة والإنفاق، كما مرّت الإشارة إليه وردتا في سياق تعريف المتّقين، وبيان التقوى التي توجد الأهليّة لإدراك الهداية القرآنيّة ومعرفتها، ففي هاتين الجملتين بيان لارتباط السلوك الروحيّ للإنسان في ضمن برنامج ونظام الصلاة وارتباطه بقوّة إدراك الإنسان للحقائق، وقد نقل عن كثير من المحقّقين أنّهم كانوا إذا استعصت عليهم المسائل تنفّلوا بركعات بغية أن تنحلّ لديهم عُقد المسائل العلميّة.

والحاصل: أنّ ما للصلاة من خواصّ من أنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى‌ عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ) [1]، وكذلك في قوله تعالى:

(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) [2])، وأنّها معراج وعروج المؤمن، فإنّ لتهذيب قوى النفس الأثر البالغ في عدم مشاغبتها للعقل، والأثر البالغ لعدم تعصّي النفس وتمرّدها، وعدم جحودها أمام الحقائق.

ومن ثمّ أخفقت المدارس المنطقيّة الكثيرة في عصمة الفكر الإنسانيّ، حيث أغفلت التهذيب الأخلاقي، أو أغفلت البرنامج الأمثل في تهذيب الأخلاق الذي هو الصلاة، ومن أهمّ خواصّ الصلاة إيجابها للذكر، والذكر هو من أهمّ معالم نهج القرآن الكريم، كما يشير إليه قوله تعالى: (وَ ما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَ ما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ) [3].


[1] العنكبوت 29: 45.

[2] طه 20: 14.

[3] يس 36: 69.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست