نام کتاب : بحوث في مباني علم الرجال نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 276
دينار، قال: فلما رايت ذلك و تبيّن عليّ الحق و عرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت تكلّمت و دعوت الناس إليه، قال: فبعثا إليّ و قالا: ما تدعو إلى هذا، إن كنت تريد المال فنحن نغنيك، و ضمّنا لي عشرة آلاف دينار، و قالا لي كفّ. قال يونس: فقلت لهما أما روينا عن الصادقين عليهم السلام أنّهم قالوا:
«إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يُظهر علمه، فإن لم يفعل سُلب نور الإيمان،
و ما كنتُ لأدع الجهاد و أمر اللَّه على كلّ حال فناصباني و أظهرا لي العداوة» [1].
و غير ذلك يجدها المتتبّع في كتاب رجال الكشّي في ترجمة رؤساء فرقة الواقفة و ما رواه الصدوق في إكمال الدين و الشيخ في الغيبة و غيرها من المظانّ الأخرى الدالّة على مقاطعة الشيعة بشدّة لرؤساء الوقف حسماً لمادّة ضلالتهم.
و عليه فيظهر من كلّ ذلك أنّهم لم يتحمّلوا الرواية عنهم في فترة انحرافهم و أنّ ما رووه عنهم فقد كان في فترة استقامتهم السابقة، حيث كان البطائني من وجوه الرواة و أعيان الطائفة، و كان قائداً لأبي بصير يحيى بن القاسم، و من ثمّ كان وكيلًا للإمام موسى بن جعفر عليه السلام، و قد صنّف كتباً عدّة، منها كتاب الصلاة، و كتاب الزكاة، و كتاب التفسير أكثره عن أبي بصير و كتاب جامع في أبواب الفقه، كما ذكر ذلك النجاشي، و قد روى كتبه عنه محمّد بن أبي عُمير- المعروف بتشدّده و حيطته في الرواية- و صفوان بن يحيى.
و من ثمّ يتحصّل أنّ الراوي عنه إن كان اثني عشرياً فيعلم من ذلك أنّ روايته عنه كانت أيّام استقامته، و إن كان الراوي عنه من الواقفة فلا يحرز أنّ ذلك عنه في أيّام استقامته.