responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 42

والحجّ، وغيرها من الأحكام العباديّة والروحيّة العامّة، بالإضافة إلى اشتراكهم قبلُ في الإيمان باللَّه وتوحيده، وبنبوّة نبيّه الخاتم صلى الله عليه و آله و سلم، وبالكتاب المنزل عليه صلى الله عليه و آله و سلم، والاعتقاد بيوم الحساب، والعقاب والثواب، وغير ذلك من الأحكام العقائديّة العامّة.

فالصحيح من ناحية الأدلّة الفقهيّة المحضة- مع غضّ النظر عن المصالح الثانوية- هو إشتراك المسلمين في كلّ ذلك عقيدةً وعبادةً وقضاءً وجزاءً وسياسةً واقتصاداً وحصانةً وحقوقاً لهم وعليهم- على ما بنى عليه مشهور الإماميّة- وهذه هي ما يسمّى أحكام الإسلام في قبال أحكام الإيمان.

ولكن هل إنّ هذه الحقيقة الفقهيّة تتصادم مع ذكر العقائد وتحقيقها؟ وهل هناك تنافٍ بين آية التآخي والإجتماع (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا) وبين تحقيق العقيدة وتحصيل المذهب الحق؟

كلّا وكلّا فإنّ هذه الحقيقة الفقهيّة والآية الكريمة لا ينافيان ذلك البحث سواء كانت فقرة (وَ لا تَفَرَّقُوا) أمراً مؤكّداً لسابقها، أو فرضاً جديداً، وإن أقررنا أنّها آية عزيمة لا رخصة، لأنّها من قبيل تحديد الإعتصام بحبل اللَّه وبيان كيفيّته إذ أنّه أمر أوّلًا بالاعتصام، فقد يُتوهّم أنّ ذلك يعني لزوم التمسّك بحبل اللَّه ولو استلزم الفرقة والتشتّت، فأكّد مراده وبيّن لزوم كون الإعتصام بنحو لا يوجب الفرقة بل يكون منشأ للاتّحاد والإجتماع والألفة والإشتراك.

وتوضيح عدم التصادم: أنّ جميع أنواع التوحّد الثابتة فقهيّاً والمأمور بها قرآنيّاً وروائيّاً، لا تحقّق الحصن المنيع والحفظ من الغواية إلّاإذا تمّ الاعتصام بحبل اللَّه، وإذا لم ترسُ عليه وتستند إليه، فهي وحدة صوريّة سياسيّة لا جوهريّة حقيقيّة، فإنّهم وإن اشتركوا في كلّ ذلك إلّاأنّ هذه المظاهر من الوحدة وسبل النجاة

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست