responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 35

ومعنى ذلك أنّ عدم الطاعة لمن أمر اللَّه بطاعته شرك وكفر واستكبار، وإلّا فإبليس لم يكفر باللَّه ولم يدع إلهاً غيره، وإنّما عصاه في عدم الخضوع لمن أمر بالخضوع له، فهو شرك طاعة وشرك تمرّدٍ على خليفة اللَّه ووليّه.

وهذه القصّة المباركة قد كرّرها القرآن الكريم سبع مرّات في السور المدنيّة [1].

وقد ذمّ القرآن الكريم أهل الكتاب لإطاعتهم أحبارهم ورهبانهم في غير ما أذن اللَّه تعالى، واعتبرهم كفّاراً يعبدون أحبارهم ورهبانهم؛ وذلك لأنّ أحبارهم أمروهم بعبادة عيسى واتّخاذه إلهاً بدون حجّة فأطاعوهم، وأمروهم بالاعتقادات الباطلة مثل أنّ عيسى عليه السلام ابن اللَّه أو أنّ عزير ابن اللَّه، فاتّبعوهم بغير علم، فذمّهم واعتبر ذلك عبادة لهم؛ فقال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ) [2]، مع أنّ أهل الكتاب لا يعتبرون علماءهم أرباباً بالمعنى المعروف للربوبيّة كما هو واضح، فيكون المقصود مجرّد الطاعة في غير ما أذن اللَّه تعالى.

وعن الصادق عليه السلام- في ذيل تفسير الآية- أنّه قال:

«و الله ما دعواهم إلى عبادة أنفسهم، و لو دعواهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون» [3].

وفي حديث آخر:

«و لكن أطاعوهم في معصية الله» [4].

ويمكن استخلاص ذلك من سياق قوله تعالى: (وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَ اسْتَكْبَرَ وَ كانَ مِنَ الْكافِرِينَ) [5].


[1] البقرة والأعراف والإسراء والكهف وطه والحجر وص.

[2] التوبة 9: 31.

[3] الكافي: 2: 398، الحديث 7.

[4] وسائل الشيعة: 27: 133، الحديث 33406.

[5] البقرة 2: 34.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست