responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 26

والمذهب، بل يرى لمسات ذلك جليّة حتّى في كتابة التأريخ منذ العهود القديمة وإلى العصور الحديثة. فالملاحظ اهتمام المؤرّخين برصد حياة الملوك والحكّام وأصحاب الفنون والعلوم ونحو ذلك ممّا يخصّ الحياة الماديّة، بعيداً عن ذكر السماء وعلاقة الناس بها، بينما اتّبع القَصَص القرآني- والسماويّ بشكل عامّ- أسلوب التركيز على هداية السماء وحاجة الناس إليها وضرورة الارتباط بها وسلّط الضوء بالدرجة الأولى على تأريخ الأنبياء وسيرتهم وتكفّلهم بالسفارة الإلهيّة، وأبرزهم وأوصياءهم كنجوم بشريّة تنذر وتبشّر وتهدي إلى سواءالسبيل.

والمأمول بعد كلّ ذلك أن يلتفت الإنسان إلى هذه الحقيقة ويؤوب إلى جادّة الاعتدال، لأنّ وجوده لا يختصّ بالمادة والجسد، بل هو مركّب من الروح والبدن، والروح موجود مجرّد عن المادّة في الذات والإدراك والعديد من الأفعال [1] ومقتضى الاعتدال الإقرار بتمام وجود الإنسان لا بعضه، وأداء حقّ الروح وحقّ البدن معاً.

أمّا النزعة البشريّة إلى المادّة، فالمأمول أن تؤوب إلى جادّة الصواب إذا قام الإنسان بواجبه في التدبّر والبحث عن الحقيقة، فإنّ الدلائل على عالم الغيب واضحة، والحجج كثيرة وقاطعة، وأسفر الصبح لذي عينين (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ) [2].

نعم، إنّ من تأمّل في خلق نفسه وحقيقة الروح التي تعيش في بدنه وصفاتها وأفعالها، وحقيقة الفطرة التي جُبل عليها ومن أين جاءت وكيف بدأت، يعلم ويجزم بوجود عالم آخر غير عالم المادّة، فكيف إذا تعمّق في أكثر من ذلك


[1] كما قرّر في الفلسفة واقيم عليه البرهان.

[2] فصّلت 41: 53.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست