responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 208

لهذا المنهج.

والغريب أنّ المنهج الصحيح من تركيز الأهمّية والعناية بالمضمون، ثمّ البحث عن الصدور، يُرمى في هذا العصر بالحشويّة، واستُعير له هذا الإسم، وهذه الظاهرة والتسمية المغلوطة هي في الحقيقة إماتة للبصيرة العلميّة ولمنهج الدراسة في فقه الدين لا بمعنى تحكيم الآراء العقليّة للعقول المحدودة البشريّة على التراث المنقول وتحكيم الذوق السليقي والقرائح النفسيّة على المتون الدينيّة، فإنّ دين اللَّه لا يُصاب بالعقول، بل المراد تحكيم المحكم من الكتاب والسنّة والعقل على المتشابه بنحو منضبط في اصول وقواعد.

كما أنّه ليس المراد من هذا المنهج إلغاء البحث في الصدور وشرائطه بتاتاً، بل المراد هو التنبيه على أنّ رتبة البحث في الصدور متأخّرة عن البحث في دراية المضمون وحجّيته في نفسه بالمعنى الأعمّ، وكذا التنبيه على أنّ حجّية الصدور ليست هي تمام أجزاء الحجّية، بل هي جزء من مجموع أجزاء، كالحال في لزوم والافتقار إلى حجّية الدلالة وحجّية جهة الصدور لاستكمال الحجّية.

والتنبيه على أنّ حجّية الصدور- كجزء من مجموع الحجّية- ليس هو الركن الركين في مجموع الحجّية، بل هو الأقلّ في الأهميّة وإن لم ينتفِ دوره ولم ينتفِ لزومه وضرورته، حتّى أنّه قد عبّر البعض من المتقدِّمين في بيان دور الصدور في مجموع الحجّية بأنّه بمثابة إحدى القرائن لتركيب الحجّية أو واحدة من القرائن التي يتألّف منها الكاشف.

وممّا ينبّه على أنّ الإقتصار في التركيز على الصدور هو من مسلك الحشويّة المفتقد للموازين العلميّة، هو تشدّد المذهب السلفيّ والوهابيّ على البحث السنديّ- فقط- ومتاركتهم للبحث المضمونيّ؛ لكون منهجهم في الأصل هو

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست