responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 173

الحسن والقبح العقليّان تمهيد في التعلّق والتجرّد

ذكر الفلاسفة وغيرهم من علماء المعارف أنّ للنفس حالتين متناوبتين (التعلّق والتجرّد) أو ما يسمّى أحياناً (الصعود والهبوط) فكلّما كان توجّهها إلى المادّة والمادّيّات، كانت أكثر تعلّقاً وهبوطاً، وكلّما ابتعدت عن المادّة واتّجهت إلى ما وراء عالم المادّة كانت أكثر تجرّداً وصعوداً.

وتوضيح ذلك: أنّ النفس الإنسانية لها أفعال متنوّعة، فهي تدرك إدراكات متفاوتة وتفعل أفعالًا مختلفة. ففي جانب الإدراكات مثلًا نجد أنّها تدرك القضايا الحسّيّة والخياليّة والوهميّة والعقليّة، بل وتدرك المعاني القلبيّة أيضاً، فالإدراك الحسّيّ هو أدنى المراتب لأنّه أكثر قرباً للمادّة وإن كان مجرّداً عن المادّة الغليظة ولكنّه يتعلّق بالجزئيّ الحقيقيّ (المحسوس الخارجيّ) ويقاربه، وله نسبة معه.

والإدراك الخيالي هو ثاني أدنى المراتب لأنّه فوق الإدراك الحسّيّ ودون سائر الإدراكات، لأنّه لا يتعلّق بالجزئيّ الحقيقيّ ولكنّه يشتمل على المقدار (الطول والعرض والعمق).

والإدراك الوهميّ فوقهما لأنّه لا يشتمل على المقدار، ولكنّه يرتبط بالجزئيّ فهو معنى غير محدّد بالأبعاد الثلاثة، ولكنّه مضاف إلى الجزئيّات.

وهكذا نعرف أنّ الإدراك الخياليّ خالٍ من الإضافة إلى الجزئيّات، ولكنّه ذو مقدار، والإدراك الوهميّ بالعكس، غير أنّ ارتباط المحدود بالمقدار بالمادّة أكثر من ارتباط المضاف إلى الجزئيّ بالمادّة، ولذا كان الوهميّ أرقى من الخياليّ.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست