responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 137

متن الشريعة وإن كان ضروريّاً، إلّاأنّ التفسيرات أو التأويلات أو التطبيقات التي يذهب إليها روّاد العلوم الدينيّة قد لا تكون ضروريّة، كما في تفسير (سبع سماوات) حيث كان التفسير السائد لها قائماً على أساس نظريّة (بطلميوس) في الهيئة ووجود الأفلاك الجسمانيّة في مجموعتنا الشمسيّة، وقد ثبت في علم الهيئة الحديث خطأ ذلك! مع أنّ في تفسير إحدى هذه الآيات عن الرضا عليه السلام أنّ كلّ ما يُرى من نجوم وكواكب فهو تحت قبة السماء الدنيا [1]، فإنّ التفسير الأوّل لا يعني بطلان نظريّة (سبع سماوات) التي جاء بها الشرع، بل ولا عدم ضروريّتها وإنّما الذي يبطل تأويلها أو تفسيرها المزبور لأنّه تفسير نظريّ- لا ضروريّ- وتبيّن خطؤه.

إذن فتطوّر العلوم البشريّة التجريبيّة قد يوجب زيادة القدرة على تفسير وتطبيق المعارف الدينيّة القطعيّة، ولا يوجب بطلان نفس تلك المعارف.

هذا بالإضافة إلى أنّ الكثير من النظريّات في العلوم التجريبيّة الحديثة هي محض فرضيّات حدسيّة أو ظنّيّة، ولم يقم عليها البرهان التجريبيّ، وإنّما هي تصوّرات صيغت متلائمة مع شواهد وآثار محسوسة من دون أن يقوم عليها البرهان.

والواقع أنّ من معجزات الدين الحنيف عدم التنافي بين الحقائق العلميّة اليقينيّة وبين العقائد الضروريّة الإسلاميّة، بل إنّ الأرقام والإحصائيّات العلميّة تعزّز المفاهيم الدينيّة يوماً بعد يوم، والأمثلة على ذلك عديدة ولسنا هنا بصدد بيانها.


[1] تفسير القمّي: 2: 328، تفسير قوله تعالى: (وَ السَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) حديث الحسين بنخالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست