يقيموا له وزناً، و قد عقد شيخنا الحرّ العاملي في «وسائل الشيعة» باباً خاصّاً أسماه باب عدم جواز القضاء و الحكم بالمقاييس، و نقل فيه ما يربو على 20 حديثاً في النهي عن القياس، و قد روى عن ابن سيرين أنّه قال: أوّل من قاس إبليس، و ما عُبِدت الشمس و القمر إلّا بالمقاييس.
روى عن الحسن البصري: أنّه تلا هذه الآية: (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ*) [1]، قال: قاس إبليس، و هو أوّل من قاس.
و روى مسروق أنّه قال: إنّي أخاف و أخشى أن أقيس فتزلّ قدمي.
و روى عن الشعبي قال: و اللّه لئن أخذتم بالمقاييس لتحرّمن الحلال و لتحلّنّ الحرام، إلى غير ذلك. [2]
إنّ أعلام نفاة القياس أكثر ممّن ذكرنا، فمن حاول أن يقف على أسمائهم، فعليه الرجوع إلى: «الذريعة» للسيد المرتضى. [3] و «العدّة» للشيخ الطوسي. [4]
أدلّة القائلين بحجّية القياس
استدلّوا على حجّية القياس بالدليل النقلي تارة و العقلي أُخرى، و إليك بيانهما:
أ. الدليل النقلي
و اعلم أنّ الأصل الأوّلي في الظنون التي لم يقم دليل على حجّيتها، هو عدم