responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 207

هو رمد بل عمًى في عين الدين، و شجىً في حلوق المؤمنين، من قبائح تشمّت أعداء الدين بها، و تمنع كثيراً ممّن يريد الدخول فيه بسببه، بحيث لا يحيط بتفاصيلها خطاب، و لا يحصرها كتاب، يراها المؤمنون كلّهم من أقبح القبائح و يعدّونها من أعظم الفضائح، قد قلبت من الدين رسمه، و غيّرت منه اسمه، و ضمخ التيس المستعار فيها المطلّقةَ بنجاسة التحليل، و قد زعم أنّه قد طيّبها للتحليل، فيا للّه العجب! أيّ طيب أعارها هذا التيس الملعون؟ و أيّ مصلحة حصلت لها و لمطلِّقها بهذا الفعل الدون؟

أ ترى وقوف الزوج المطلِّق أو الولي على الباب، و التيس الملعون قد حلّ ازارها و كشف النقاب، و أخذ في ذلك المرتع، و الزوج أو الولي يناديه: لم يُقدَّم إليك هذا الطعام لتشبع، فقد علمت أنت و الزوجة و نحن و الشهود و الحاضرون و الملائكة الكاتبون، و ربّ العالمين، أنّك لست معدوداً من الازواج، و لا للمرأة أو أوليائها بك رضاً و لا فرح و لا ابتهاج، و إنّما أنت بمنزلة التيس المستعار للضراب، الذي لو لا هذه البلوى لما رضينا وقوفك على الباب، فالناس يُظهرون النكاح و يُعلنونه فرحاً و سروراً، و نحن نتواصى بكتمان هذا الداء العضال، و نجعله أمراً مستوراً بلا نثار و لا دف، و لا خوان و لا اعلان، بل التواصي بهس و مس و الاخفاء و الكتمان، فالمرأة تنكح لدينها و حسبها و مالها و جمالها.

و التيس المستعار لا يسأل عن شي‌ء من ذلك، فانّه لا يُمسك بعصمتها، بل قد دخل على زوالها، و اللّه تعالى قد جعل كل واحد من الزوجين سكناً لصاحبه، و جعل بينهما مودة و رحمة ليحصل بذلك مقصود هذا العقد العظيم، و تتم بذلك المصلحة التي شرّعه لَاجلها العزيز الحكيم.

نام کتاب : الإعتصام بالكتاب و السنة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست