وأمّا ما تشكّكون به من اختلاط أجزاء الاَموات بعضها ببعض فهو أمر سهل
أمام سعة علمه سبحانه بالغيب، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في
الاَرض، فهو يعلم بذرات بدن كلّإنسان ويميّزه عن غيره، ومع علمه سبحانه
فالاَجزاء ثابتة في كتاب مبين لا تتغير ولا تتبدل.
تشير الآية إلى إنكار الوثنيين الذين كانوا ينكرون البعث، فأمر النبي «صلى
الله عليه وآله وسلم» بالاِجابة على إنكارهم بإثبات ما نفوه من الكلام مقروناً
بأصناف التأكيد بالقسم واللام والنون وقال: (وَرَبّي لَتُبعَثُنّ ثُمْ لتُنَبَّوَُنّّ) .
وأشار في ذيل الآية إلى أنّ البعث أمر يسير عليه تعالى ، وانّما طرحوه من
شبهات حول البعث فهي ـ في الواقع- شبهات لا تصمد أمام قدرة اللّه وعلمه
الواسع.
سياق الآية يوحي إلى أنّالمشركين كانوا يستخبرون النبي «صلى الله عليه
وآله وسلم» عن نزول العذاب أو وقوع البعث، فأمره سبحانه بأن يجيب موَكداً،
فقال: (قل إي وربّي انّه لحقّ) وقد أكد الكلام بالقسم والجملة الاسمية، و«انّ»
المشبهة و «اللام،» ثم أشار إلى أنّالكافرين لا يعجزونه سبحانه عمّا أراد، وقال:
(وَما أَنْتُمْ بِمُعجِزين)، وفي سورة المعارج قال مكانه: (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقين) .