في ظلال التوحيد - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 71

و المقصود فی المقام هو المعنی الأوّل.
و قال الراغب: الإبداع إنشاءصنعة بلا احتذاء و لا اقتداء، و البدعة فی المذهب إیراد قول لم یستنّ قائلها و فاعلها فیه بصاحب الشریعة و أماثلها المتقدّمة و أُصولها المتقنة [1].
و قال الفیروزآبادی: البدعة- بالکسر- الحدث فی الدین بعد الإکمال أو ما استحدث بعد النبی من الأهواء و الأعمال [2].
إلی غیر ذلک من الکلمات المماثلة للّغویین، و لا نطیل الحدیث بنقل غیر ما ذکر.
و الإمعان فی هذه الکلمات یثبت بأنّ البدعة فی اللغة و إن کانت شاملة لکلّ جدید لم یکن له مماثل سواء أ کان فی الدین، أم العادات، کالأطعمة و الألبسة و الأبنیة و الصناعات و ما شاکلها، و لکن البدعة التی ورد النص علی حرمتها هی ما استحدثت بعد رسول اللَّه من الأهواء و الأعمال فی أُمور الدین، و ینصّ علیه الراغب فی قوله: «البدعة فی المذهب إیراد قول لم یستنّ قائلها و فاعلها فیه»، و نظیره قول القاموس: «الحدث فی الدین بعد الإکمال».
کل ذلک یعرب عن أنّ إطار البدعة المحرّمة، هو الإحداث فی الدین، و یؤیّده قوله سبحانه فی نسبة الابتداع إلی النصاری بإحداثهم الرهبانیة و إدخالهم إیّاها فی الدیانة المسیحیة، قال سبحانه: «وَ رَهْبانِیَّةً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعایَتِها» [3].
فقوله سبحانه: «ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ» یعنی ما فرضناها علیهم و لکنّهم نسبوها

[1] المفردات: ص 38 و 39.
[2] القاموس المحیط 3: 6.
[3] الحدید: 27.

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 71

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست