لقد مضت نصوص الکتاب و السنّة فی حرمة البدعة و آثارها الهدّامة، و لأجل تحدید مفهومها تحدیداً دقیقاً یلزمنا نقل أقوال أهل اللغة و کلمات الفقهاء و المحدّثین فی تفسیر البدعة، حتی تلقی ضوءاً علی ما نتبنّاه من الوقوف علی مفهوم البدعة.
البدعة فی لغة العرب:
قال الخلیل: البدع؛ إحداث شیء لم یکن له من قبلُ خلق و لا ذکر و لا معرفة... البدع: الشیء الذی یکون أوّلًا فی کلّ أمر کما قال اللَّه: «ما کُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ» أی لست بأوّل مرسل، و البدعة اسم ما ابتدع من الدین و غیره، و البدعة ما استحدث بعد رسول اللَّه من الأهواء و الأعمال [1]. و قال ابن فارس: البدع له أصلان؛ ابتداء الشیء وصنعه لا عن مثال، و الآخر الانقطاع و الکلال [2].
[1] ترتیب کتاب العین: ص 72. [2] المقاییس 1: 209 مادة« بدع».