هل هو إسقاط العقاب أو زیادة الثواب؟ هل إنّ نتیجة الشفاعة هو حطّ ذنوب المذنبین و إسقاط العقاب و المضار عنهم و العفو عن العصاة، أم هی زیادة الثواب و رفع الدرجات للمطیعین؟ لقد ذهب جمهور المسلمین إلی الأوّل، و المعتزلة إلی الثانی. إنّ فکرة الشفاعة کانت عند الیهود و الوثنیین قبل الإسلام، إلّا أنّ الإسلام طرحها مهذّبةً ممّا علق بها من الخرافات. و غیر خفی علی من وقف علی آراء الیهود و الوثنیین فی أمر الشفاعة، أنّ الشفاعة الدارجة بینهم- خصوصاً الیهود- کانت مبنیّة علی رجائهم لشفاعة أنبیائهم و آبائهم فی حطّ ذنوبهم و غفران آثامهم، و لأجل هذا الاعتقاد کانوا یقترفون المعاصی، و یرتکبون الذنوب تعویلًا علی ذلک الرجاء. و فی هذا الموقف یقول سبحانه ردّاً علی تلک العقیدة الباعثة علی الجرأة: «مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ» [1]. و یقول أیضاً رفضاً لتلک الشفاعة المحرّرة من