نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 85
عصر انتصار التوحيد على الشرك، و كان قادة المشركين ـ الداعين إلى عبادة الأصنام ـ مندحرين مغلوبين، فاقتراح بناء المسجد جاء من المؤمنين باللّه الموحّدين له سبحانه. فإذا كان بناء المسجد على قبور الصالحين أو بجوارها علامة على الشرك، فلماذا صَدر هذا الاقتراح من المؤمنين؟!
و لماذا ذَكر القرآن اقتراحهم من دون أيّ نقد أو ردّ؟!
أليس ذلك دليلا على الجواز؟
و ليس صحيحاً ـ قطعاً ـ أن يذكر اللّه تعالى كلاماً للمشركين و يمرّ عليه بدون نقد إجمالي أو تفصيلي أو يذكر اقتراحا للمؤمنين فيه رائحة الشرك من دون ايعاز إلى ردّه .
إنّ هذا «تقرير» من القرآن على صحة اقتراح أُولئك المؤمنين، و هذا يدلّ على أنّ سيرة المؤمنين الموحّدين في العالم كلّه كانت جارية على هذا الأمر، و كان يُعتبر عندهم نوعاً من الاحترام لصاحب القبر و تبرّكاً به.
لقد كان الأوْلى للوهّابيّين أن يعرضوا المسألة على القرآن أوّلا، ثمّ يبحثوا هنا و هناك عن حديث من الأحاديث الشريفة.
و فيما يلي نذكر ما تمسّكوا به في هذا المجال، لتقف على ضَعفه و بطلانه:
أدلّة الوهّابيّين على حرمة بناء المساجد بجوار قبور الصالحين
لقد تمسّك الوهّابيّون بمجموعة من الأحاديث على حرمة بناء المسجد عند قبور الصالحين، و فيما يلي نذكر تلك الأحاديث مع المناقشة و التحقيق:
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 85