نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 84
إقامة الصلاة قبل الزيارة أو بعدها، فلا معنى للقول بحرمة بناء المسجد ـ بجوار قبور الصالحين ـ لعبادة اللّه و أداء فرائضه الشرعية.
إنّ التأمّل في قصة أصحاب الكهف يكشف لنا عن أنّ بناء المسجد بجوار القبر كان سُنَّة متَّبَعة عند الأُمم والشرائع السابقة، و القرآن الكريم يشير إلى تلك السنَّة من دون أي ردّ أو نقد.
و قد سبقت الإشارة إلى أنّ أصحاب الكهف عند ما انكشف خبرهم ـ بعد ثلاثمائة و تسع سنين ـ اختلف الناس في نوعيّة احترامهم و تكريمهم و انقسموا إلى قسمين:
1ـ قسم قالوا: (ابْنُوا عَلَيهِمْ بُنياناً).
و ذلك لكي يكون تخليداً لذكراهم.
2ـ و القسم الثاني ـ الّذي كسب الموقف في النهاية ـ دعا إلى بناء المسجد على الكهف كي يكون مركزاً لعبادة اللّه تعالى، بجوار قبور أُولئك الذين رفضوا عبادة غير اللّه و خرجوا من ديارهم هاربين من الكفر، ولاجئين إلى توحيد اللّه و طاعته.
و قد أجمع المفسّرون على أنّ الاقتراح الأوّل كان من المشركين، بينما الاقتراح الثاني كان من المؤمنين الموحّدين[1] و لهذا يقول القرآن الكريم: