responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 294

«اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمُسْتَغْفِرينَ بِالأَسْحار إغْفِرْلي ذَنْبي».

فكيف يمكن أن نعتبر قوله هذا شركاً في العبادة؟!

إنّ الشرك في العبادة معناه عبادة غير اللّه، أو اعتبار غيره سبحانه إلهاً أو ربّاً أو ومصدراً للأفعال الإلهية.

أمّا في هذا المجال فإنّ المصلّي يتوجَّه إلى اللّه تعالى و لا يطلب شيئاً إلاّ منه سبحانه، فإذا كان هذا العمل حراماً فلابدَّ أن يكون له سبب آخر غير الشرك.

نحن هنا نجلب انتباه الوهّابيّين إلى أنّ القرآن الكريم قد ذكر مقياساً و مَحَكّاً للفصل و التمييز بين المشرك ـ في العبادة ـ و بين الموحِّد، و بهذا المقياس سدّ القرآن الطريق أمام كلّ تفسير بالرأي لمعنى المشرك، و هذا المقياس هو قوله تعالى:

(وَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَحْدَهُ اشْمأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَ إذا ذُكِرَ الَّذينَ مِنْ دُونِهِ إذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)[1].

و في آية أُخرى يَصِف القرآن المجرمين ـ وهم المشركون ـ بقوله:

(إنَّهُمْ كانُوا إذا قيلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَ يَقُولونَ ءَإِنّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِر مَجْنُون)[2].

إذن: إنّ المشرك ـ وفقاً لهاتين الآيتين ـ هو ذاك الذي يشمئزُّ قلبه إذا ذُكر اللّه الواحد الأحَدُ، ويفرح إذا ذُكرت الآلهة الباطلة، أو يستكبر عن الاعتراف بوحدانيّة اللّه سبحانه.

بعد هذا المقياس القرآني نتساءل: هل الّذي يقوم في ظلام الليل و يقضي ساعات في العبادة والمناجاة و الدعاء، و يصلّي بين يدي اللّه بكلّ إخلاص و خضوع، و يُقْسم على اللّه بمنزلة أوليائه الصالحين و يسأله بعباده المتّقين... هل أنّ هذا الإنسان يكون مشركاً بعمله هذا؟!

و كيف تمرَّد على ذِكر اللّه و استكبر عن الاعتراف بوحدانيته سبحانه؟!


[1] الزمر: 45.
[2] الصافّات: 35 ـ 36.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست