responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 287

النبىّ سليمان ـ عليه السلام ـ يطلب عَرش بلقيس

يُحدّثنا القرآن الكريم أنّ النبىّ سليمان ـ عليه السلام ـ طلب من الحاضرين عنده أن يُحضر أحدهم عرش بلقيس، بقدرة ماورائية غيبية و خارقة للطبيعة، فقال لهم ـ كما في القرآن الكريم ـ :

(...أَيُّكُمْ يَأتيني بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمينْ * قالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أنا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوىٌّ أمينٌ * قالَ الَّذي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أنَا آتيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرتَدَّ إلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبّي...)[1].

فإذا صحَّ مذهب الوهّابيّين ـ في حرمة طلب الأعمال الخارقة من أحد إلاّ اللّه ـ لكان طلب النبىّ سليمان من الحاضرين ـ إحضارَ عرش بلقيس بقوَّة ماورائية ـ كفراً و شركاً!!.

و كان طلب المعجزة ممّن يدَّعي النبوَّة ـ في أىّ عصر و مصر ـ كفراً و شركاً، و قد كان الناس يُطالبون كلَّ من يدَّعي النبوّة ـ صادقاً كان أم كاذباً ـ بالمعجزة الخارقة للطبيعة، دليلا على صِدق دعواه و اتصاله بالعالم الأعلى، و لم يطلبوا ذلك من اللّه الّذي بَعَثه، بل كانوا يقولون:

(...إنْ كُنْتَ جِئتَ بِآيَة فَأْتِ بها إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقينَ)[2].

و هذه عادة كلّ الشعوب و الأُمم في العالَم، حيث تريد التمييز بين النبىّ


[1] سورة النمل: آية 38 ـ 40.
[2] الأعراف: 106.

نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 287
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست