responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 279

رأينا حول هذا الكلام

إنّ الخطأ الّذي ارتكبه المودودي ـ و نظراؤه ـ تصوَّر، بأنّ الاعتقاد بالسلطة الغيبيّة لغير اللّه شرك به سبحانه مطلقاً، و لم يُفرِّق ـ أو لم يرد أن يُفرِّق ـ بين الاعتقاد بالقدرةِ الغيبية المستمدّة من اللّه و المعتَمد عليه، و بين القدرة المستقلَّة عنه سبحانه، حيث إنّ الشرك هو الاعتقاد الثاني لا الأوّل.

إنّ القرآن الكريم يذكر ـ بصراحة تامّة ـ أسماء أشخاص كانت لهم القدرة الغيبية، و كانت إرادتهم تتحكّم على قوانين الطبيعة و تُغيِّر مجراها.

و إليك أسماء بعض من أشار إليهم القرآن:

1ـ القدرة الغيبية للنبىّ يوسف ـ عليه السلام ـ

قال يوسف ـ عليه السلام ـ لإخوته :

(إذْهَبُوا بِقَميصي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجهِ أَبي يَأْتِ بَصيراً...).

(...فَلَمّا أنْ جاءَ الْبَشيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصيراً).[1]

إنّ ظاهر هذه الآية يدلّ على أنّ النبىّ يعقوب ـ عليه السلام ـ استعاد بَصَره الكامل بالقدرة الغيبية الّتي استخدمها يوسف ـ عليه السلام ـ من أجل ذلك، و من الواضح أنّ استعادة يعقوب بَصَره لم يكن من اللّه بصورة مباشرة، بل تحقّقت بإذنه سبحانه، بواسطة النبىّ يوسف ـ عليه السلام ـ .

إنّ النبىّ يوسف كان السبب في عودة بَصَر أبيه كاملة، ولولا ذلك لما أَمر


[1] يوسف: 93 و 96.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست