نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 199
و نحن إذ نعتبر اللّه تعالى «ربّاً» فإنّما هو بسبب أنّ شؤوننا و أُمورنا و مصيرنا ـ كالموت والحياة و الرزق و الصحة و التقنين و التشريع و المغفرة و العفو و غير ذلك ـ بيد اللّه تعالى.
و الآن... لو اعتقد إنسان أنّ أحد هذه الشؤون ـ أو كلّها ـ قد خوَّلها اللّه تعالى إلى شخص ما، فإنّ هذا الاعتقاد يعني اعتبار ذلك الشخص «ربّاً» و الإيمان بهذا الربّ و الخضوع له عبادة له.
و بعبارة أُخرى: إنّ العبادة تنبع من شعور الإنسان بكونه عبداً، مملوكاً و الأعلى منه مالكاً للوجود و الموت و الحياة و الرزق... أو ـ على الأقل ـ مالكاً لصلاحية المغفرة[1] و الشفاعة[2] فيكون بذلك قد جعل المالك «ربّاً» له، و كلُّ من يُجسّد هذا الشعور في نفسه و يترجمه إلى قول أو فعل، فلا شك أنّه يَعْبُد المالك الّذي اعتبره ربّاً.
التعريف الثالث للعبادة
هنا يمكن أن نقدّم للعبادة تعريفاً ثالثاً مستخلَصاً من الوجدان و الفطرة فنقول:
«العبادة: خضوع أمام من نعتبره إلهاً أو مَصدراً للأعمال الإلهيّة».
لا شكّ أنّ الأعمال المتعلّقة بالكون و الوجود ـ كتدبير شؤون العالَم و الإحياء و الإماتة و بسط الرزق بين الموجودات و غفران الذنوب ـ هي خاصّة باللّه تعالى.
[1] يقول تعالى: (و من يغفر الذنوب إلاّ اللّه) آل عمران: 135. [2] يقول تعالى: (قل للّهِ الشفاعة جميعاً) الزمر: 44.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 199