نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 116
و يروي أبو سعيد السمعاني عن الإمام عليّ بن أبي طالبـ عليه السلام ـ أنّ أعرابياً جاء بعد ثلاثة أيام من دفن رسول اللّه ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فرمى بنفسه على القبر الشريف و حثا من ترابه على رأسه و قال:«يا رسولَ اللّه قلتَ فسمعنا قولك، و وَعيتَ عن اللّه ما و عَينا عنك، و كان فيما أنزله عليك: (وَ لَو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم...) و قد ظلمتُ نفسي و جئتك تستغفرلي إلى ربي».[1]
إنّ كلَّ هذا يدلّ على أنّ المنزلة الرفيعة الّتي مَنحها اللّه تعالى لحبيبه المصطفىـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما صرَّحت بها هذه الآية ليست خاصّة بحياته، بل تؤكّد على أنّها ثابتة له بعد وفاته أيضاً.
و بصورة عامّة... يَعتبر المسلمون كلّ الآيات النازلة في تعظيم رسول اللّه و احترامه، عامّة لحياته و بعد مماته، و ليس هناك مَن يُخصِّصها بحياتهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
و قد جاء في التاريخ: لمّا استُشهد الإمام الحسن بن عليـ عليه السلام ـ وجيء بجثمانه الطاهر إلى مسجد رسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ظنّ بنو أُميَّة أنّ بني هاشم يريدون دفن الإمام بجوار قبر جدّه المصطفى، فأثاروا الفتنة و الضجَّة للحيلولة دون ذلك، فتلا الإمام الحسينـ عليه السلام ـ قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوتِ النَّبي...)[2].
و لم يردَّ عليه أحد ـ حتى من الأُموييّن ـ بأنّ هذهِ الآية خاصةً بحياة رسول اللّهـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ .
[1] الجوهر المنظَّم: لابن حجر، و ذكره السمهودي في وفاء الوفا: 2/612، و دحلان في الدرر السّنيّة: 21. [2] الحجرات: 2.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 116