نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 185
ذلك فخراً وسمواً أنّ اللّه سبحانه يصفه بأنّه عظيم، وحسبك هذا التعبير الإلهي، في الوقت الذي نرى أنّ القرآن الكريم نفسه يصف علم المجموعة البشرية وعلم بني الإنسان قاطبة بأنّه قليل، حيث يقول سبحانه:
إنّ قسماً من علم الأنبياء هو اطّلاعهم على الأسرار الخفية والتي تقع وراء الستار أو ما يعبّر عنه بـ «علم الغيب» ، ولقد وردت في هذا المجال آيات كثيرة نذكر نماذج منها:
1. تنبّؤ النبي نوح بكيفية مستقبل النسل القادم
لقد بذل شيخ الأنبياء ـ عليه السَّلام ـ جهوداً حثيثة ولبث في قومه فترةً طويلة جداً لهدايتهم وإرشادهم ولكنّه ـ عليه السَّلام ـ بعد تلك الجهود يأس من إيمانهم فدعا ربّه بإهلاكهم وإبادتهم فقال:
(...رَبّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكافِرينَ دَيّاراً* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلاّ فاجِراً كَفّاراً).[2]
فلقد تنبّأ ـ عليه السَّلام ـ بقضيّتين وأشار إليهما، وهما:
ألف. انّ الكافرين لا يؤمنون في المستقبل وأنّهم سيضلّون العباد ويميلون بهم عن الصراط المستقيم.