responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 184

أنّ هذين النبيّين يتوفران على كلّ كمال ولا يفقدان أي كمال، إلاّ إذا اقتضت المصلحة، عدم وجود ذلك الكمال عندهما كما كان الرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عاجزاً عن نظم الشعر، كما في قوله تعالى: (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ ...). [1]

وعاجزاً عن القراءة والكتابة قبل البعثة كما في قوله:

(وَ ما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابوَ لا تَخُطُّهُ بِيَمِينكَ...)[2]

وما ذلك إلاّ لمصلحة عليا وأهمّ اقتضت أن لا يمنح اللّه سبحانه نبيّه ذلك الكمال، لأنّه لو كان قادراً على نظم الشعر لكان ذلك ذريعة للكافرين لاتّهام القرآن بأنّه نتاج القدرة الفنية والأدبية للرسول الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، وكذلك لو كان الرسول الأكرم يعرف القراءة والكتابة لاتّهمه مخالفوه بأنّ ما جاء به من القرآن الكريم إنّما هو اقتباس ونقل من كتب القدماء من علماء اليهود والنصارى.

وليتجلّى الحق ناصعاً نسف القرآن الكريم تلك الاتّهامات الواهية التي لا أساس لها من الصحة وبيّن زيفها من خلال ما ذكرناه من الآيتين.

ولقد أشار القرآن الكريم إلى شمولية وسعة علم النبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ بتعبير خاص وطريقة متميزة حيث قال سبحانه:

(...وَأَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) .[3]

ولا ريب أنّ ورود جملة :(وَكانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) عقيب الإشارة إلى علم النبي وحكمته المفاضة عليه من اللّه، يدلّ على عظمة علمه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ويكفي في


[1] يس:69.
[2] العنكبوت:48.
[3] النساء:113.

نام کتاب : الفكر الخالد في بيان العقائد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست