الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام عى خاتم أنبيائه ورسله، وعلى أهل بيته وعترته، الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً.
أما بعد: فإنّ كتاب «تجريد الاعتقاد»[1] للمحقق نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي (597 ـ 672 هـ) من أوجز المتون الكلاميّة، وفقَ عقائد الإمامية، ويكفي في رفعة منزلته قول شارحه علاء الدين القوشجي الأشعري حيث وصفه بقوله: «تصنيف مخزون بالعجائب، وتأليف مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم، وجيز النظم، لكنّه كثير العلم، عظيم الاسم، جليل البيان، رفيع المكان، حسن النظام، مقبول الأئمّة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأعصار، ولم يأت بمثله الفضلاء في القرون والأدوار، مشتمل على إشارات إلى مطالبَ هي الأمّهات، مشحون
[1] أسماه شيخنا الطهراني في الذريعة «تجريد الكلام في تحرير عقائد الإسلام».