تحدّى به فصحاء العرب، لقوله تعالى: (فأْتُوا بِسورة منْ مِثلهِ)[1](فأْتُوا بعَشْـرِ سُوَر مِثلهِ مُفتَـرَيات)[2](قُلْ لَئِنِ اجتمعَتِ الإنسُ والجِنُّ على أنْ يأْتُوا بِمثلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بِمثلهِ ولَوْ كانَ بَعضُهُم لِبعض ظَهيراً)[3].
والتحدّي مع امتناعهم عن الإتيان بمثله مع توفّر الدواعي عليه إظهاراً لفضلهم وإبطالاً لدعواه وسلامة من القتل [4] يدل على عجزهم وعدم قدرتهم على المعارضة.
وأمّا ظهوره على يده فبالتواتر.
الثاني: أنّه نقل عنه معجزات كثيرة، كنبوع الماء من بين أصابعه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ حتى اكتفى الخلق الكثير من الماء القليل بعد رجوعه من غزوة تبوك [5].
وكعود ماء بئر الحديبية لما استقاه أصحابه بالكلية وتنشف البئر [6]، فدفع سهمه إلى البراء بن عازب فأمره بالنزول وغرزه في البئر، فغرزه فكثر الماء في الحال حتى خيف على البراء بن عازب من الغرق [7].
ونقل عنه ـ عليه السَّلام ـ في بئر قوم شكوا إليه ذهاب مائها في الصيف فتفل فيها
[1] البقرة: 23.
[2] هود: 13.
[3] الإسراء: 88.
[4] أي من أن يقتلوا لأجل كفرهم وشركهم بيد المسلمين.
[5] بحار الأنوار 17/ 188، تاريخ الإسلام للذهبي: 342.
وتفصـيل ذلك في: دلائـل النبـوة للبيهقـي: 5/227 ـ 232 و 236 عن صحيـح البخاري وصحيح مسلم و ....
[6] انقطع ماؤها.
[7] دلائل النبوة للبيهقي: 4/110 ـ 130.