responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 6

والعقل، وما يتركب منهما. وبها يكتسب ما لا يعلمه إطلاقاً، أو يُخرج إلى الفعلية ما يعلمه بالقوة من الإدراكات الفطرية الأولية. وانكار واحدة من تلك الأدوات، نتيجته شلُّ الفكر الإنساني عن إدراك ما يحيط به من كون ووجود، غائب ومشهود. كما أنَّ إثباتها مع إنكار كاشفيتها أو القول بنسبيتها أو الشك فيها، نتيجته تخطئة المعارف والعلوم البشرية، وسلب الإنسان ذلك الكمال.

وفي هاتين المرتبتين زلّت أقدام الكثيرين، فأنكرت جماعة أداة العقل كلية، وحصرها آخرون في بعض المدركات الفطرية. وأنكر قوم كاشفية أدوات المعرفة، وقال بعض بنسبيتها، وشك آخرون في مطابقة معطياتها للواقع. وقد كانت هذه وخزات، لا بل طعنات في صميم قلب المعرفة البشرية، فأسدل الكثيرون الستار على الغيب، وحجزوا مواهب الإنسان بين جدران ضيّقة، فابتعدوا عن الحق جلّ شأنه، وسقطو بالتالي في الهاوية، (نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ)[1].

فما أحوج كلّ عالِم إلى التحقيق في قيمة المعرفة وأدواتها، ليدرك حدودها، ويَعِيَ أُطُرَها، فلا يحجز نفسه عن علم وكمال، ولا يسوقها إلى مهلكة وضياع .

وبين هذه وتلك، مسائل على جانب كبير من الأهمية، تَصُبّ بأجمعها ضمن المحيط المرسوم أعلاه. ولئلا نُجْمِل ونبهم، نُلمع إلى بعض منها:

فبعد أن نذعن بأنّا ندرك حقائق وقضايا ما، كيف يمكننا أن نحكم بصدقها وخطئها؟ وبعبارة ثانية: ماهو الملاك الذي يكون به الشيء حقاً أو باطلاً؟.

وبعد أن نعرف ذلك الملاك، كيف نعرف بأنّ هذه القضية العلمية أو الفلسفية المطروحة أمامنا، متصفة به؟ وما هي الوسيلة التي بها نستكشف وجود ملاك الحقيقة أو الوهم في قضية من القضايا؟.

وفي البابين آراء وأنظار، وللغربيّين زلاّت وشطحات:

ففي الباب الأول :جعل بعضهم الحقيقة والبطلان دائرين مدار قبول المجتمع له ورفضه،ويلاحظ ذلك لدى الفيلسوف الفرنسي «أوغست كونت » [2]


[1] سورة الحشر: الآية 59 .
[2] Auguste Comte، (1798 ـ 1857 م) .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست