responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 238

أنّ القول بوجود المادة هو الأساس للمذهب التجريبي، فلا يمكن الإيمان بوجودها إلاّ عن طريق العقل، كما سنشير إليه عند البحث عن حدود المعرفة.

والتجربة، وإن لم تكن معياراً لتمييز الحقائق عن الأوهام، إلاّ أنّك عرفت فيما مضى أنّها إحدى أدوات المعرفة، ونضيف هنا أنّها المفتاح الأول للمعرفة، ومع ذلك لا بُدّ لمتحرّي الحقيقة إذا أعمل التجربة، من أن يعمل مفتاحاً آخر هو العقل، حتّى تنكشف له آفاق أُخرى من الحقائق.

فالحقائق المادية والمعنوية أشبه بغرف متداخلة لا يمكن لإنسان دخول الغرفة الثانية إلاّ بعد دخول الأولى. فالتجربة تفتح الغرفة الأولى، ولا بدّ لدخول الغرفة التالية من استعمال مفاتيح أُخرى غير التجربة.

وبعبارة أُخرى: إنّ التجربة في مورد خاص، تعطي للمعرفة الإنسانية ـ بمعاونة حكم العقل ـ بسطاً عَرْضياً، فنحكم بأنّ نتيجتها شاملة لعامة الموارد. وأمّا تعميق تلك المعرفة وبسطها عمقاً، فهو يرجع إلى العقل المحض، ليستدلّ من رؤية الآية على ذيها، ومن الآثار على مؤثّرها، كما أوضحنا ذلك فيما سبق. وتأتي الإشارة إليه عند البحث عن حدود المعرفة.

النظرية الثالثة: الغلبة آية الحق

انتشر في هذه الآونة الأخيرة بين الشباب المتأثرين بالماركسية [1] (الّتي تداعت أُسسها وبدأت بالانهيار)، بأنّ الغلبة آية الحق وعلامته. وليست هذه الفكرة حديثة، بل لها جذور في التاريخ، كيف وقد قيل قديماً: إنّ المُلك لمن غلب، يريدون أنّ الحق لمن غلب. وانتشر في الألسن قول شاعر العهد الأموي:

أرى فتنةً تغلي مراجلُها والمُلْكُ بعد أبي ليلى لمن غلبا

وهذا المبدأ، على إطلاقه، غير صحيح، بل لابدّ من التفريق بين غلبة فرد أو طائفة على فرد أو طائفة، وغلبة منهج على منهج، ولو صحّ جعل الغلبة آية


[1] MARXISM .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست