responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 120

الحاصل من تقابل المادة الخارجية مع المادة الدماغية. وما يحصل من تفاعلهما، هو العلم والتفكير.

توضيح ذلك: إنّ الإدراك أثر مادي، يتولد في مركز الإدراك من تفاعل المادة الخارجية مع المادة الدماغية، وليس للإدراك واقعية إلاّ الأثر الحاصل من التفاعل، وهو لا يعادل المادة الخارجية أولاً، ولا المدة الدماغية ثانياً، لأنّه وليد المادتين، والوليد لا يعادل الوالدين.

وبعبارة أُخرى: إنّ التفكير أحد الحوادث المادية البارزة في الدماغ، فلا علّة لوجوده إلاّ تأثّر الأعصاب بخارجها، وتأثيره فيها. فالأعصاب والعوامل الخارجية أشبه بالآباء والأُمهات، والأثر الحاصل من تقابلها، أمر ثالث مغاير لها وجوداً.

مآل الديالكتيكية إلى الشك

إنّ التفسير الديالكتيكي للعلم والفكر، بالبيان السالف، يؤدّي إلى الشك، وسلب العلم بالخارج. وذلك لأنّ المعلومَ الخارجيَّ ـ حسب الفرضية ـ إذا لم يقع في أُفق النفس بما له من الحدود والجهات، ولم يصل الإنسان إلى الواقعية الخارجية بذاتها وجوهرها، وكان الحاصل من تفاعل المادتين (وهو الفكر) لا يساوي المادة الخارجية، ولا المادة الدِّماغية، فلا نكون عالمين بالواقع الخارجي، ولا تكون العلوم كاشفة عنه، فإنّ العلم بالشيء هو انكشافه على ما هو عليه واقعاً، بحيث لو أُتيح للصورة العلمية الانقلاب إلى الخارج ، لكانت عينه. وهذا لا ينطبق على النظرية المادية الديالكتيكية في مجال العلم، لفرضها عدم مساواة الفكر للخارج في الحدود والجهات. فالحاصل ـ على هذه النظرية ـ لدى العالم، شيء وراء الخارج، ووراء القوة الفكرية، وإن كان متكوّناً منهما ومتفرِّعاً عنهما، فيكون وزان العلم، كالثمرة إلى الشجرة، والولد إلى الوالدين، والفرع غير الأصل، والأساس غير البناء.

إنّ في الفلسفة المشائية نظرية معروفة في باب الوجود الذهني للأشياء، وهي نظرية الأشباح. تقول هذه النظرية: إنّ الأشياء تنطبع في الأذهان بأشباحها، لا

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست