responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 119

وعلى ضوء ذلك، فأنصار هذا المنهج من الماديين كانوا يعتقدون ـ في باب نظرية المعرفة ـ بالإدراكات الصحيحة المطلقة، وأنّ أدوات الإدراك، كالحسّ، ليس لها دور إلاّ كونها وسائل انتقال من الخارج إلى الذهن. فالعين ـ مثلاً ـ جهاز شبيه بعدسة آلة التصوير، تأخذ صور الأشياء من الأشياء، في ظلّ حركات ميكانيكية، لا تمسّ حقيقة الصورة الملتقطة ولا تُبدّل فيها. فما لدى الإنسان من صور الأشياء، لا يختلف عمّا في الخارج، في الماهية، ولو كان ثمة اختلاف، فإنّما هو في كيفية الوجود، وأنّ الحركة العارضة عليها لا تمسّ صميم المادة والصورة. فالصورة المأخوذة من الخارج موجودة في محالّ الإدراك من دون أن يطرأ عليها تحوّل وتبدّل، فهؤلاء كانوا ماديين، موضوعيين، واقعيين على الإطلاق .

2. المادية الديالكتيكية

ولما أطلّ القرن التاسع عشر، أخذت الفلسفة المادية لنفسها منحى آخر في مجال الحركة الطبيعية، فذهبت إلى أنّ الحركة في المادة أمرٌ ذاتيٌّ لها، نابعة من صميم المادة وصلبها، ولا تفرض من عامل خارج عنها. وهكذا، تبدلت الفلسفة المادية الميكانيكية إلى فلسفة مادية ديالكتيكية، وأخذت لنفسها عين الاتّجاه الّذي سلكه النسبيون.

وقد بنى الديالكتيكيون نظريتهم على أُصول مسلَّمة عندهم، هي:

1. لا شيء في دار الوجود غيرالمادة وقواها. فالوجود هو المادة، والمادة هي عين الوجود (الوجود = المادة).

2. التكامل والتحوّل، ذاتيان للمادة، لا ينفكان عنها.

3. المادة لا تسكن عن فعل وانفعال، وتأثير مستمر بين أجزائها، ولا تهدأ عن التفاعل آناً ما.

وعلى هذه الأُصول، قالوا: التفكير عبارة عن الأثر المتولد من تأثير الخارج في الأعصاب أو الدماغ، وتأثرها به [1]. وإن شئت قلت: التفكير عبارة عن الأثر


[1] المراد أن الخارج معدّ لحدوث التغيرات الذاتية في الدماغ.

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست